دخل النزاع الدامي في السودان عامه الثالث وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليون آخرين داخل البلاد وخارجها.

واندلعت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان 2023، لتتحول إلى حرب مفتوحة دمّرت البنية التحتية الحيوية، وأدت إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد إقليم كردفان معارك عنيفة استعادت فيها القوات المسلحة السودانية السيطرة على عدة مناطق استراتيجية، بينما تراجع نفوذ قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وولاية النيل الأبيض.

الأمم المتحدة: السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم

وأكد تقرير مشترك صادر عن المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، واليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، أن السودان يعيش إحدى أخطر الكوارث الإنسانية في العالم.

وبحسب التقرير، فإن أكثر من 30 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدة، بينهم 9.6 ملايين نازح داخلياً، وقرابة 15 مليون طفل. كما عاد نحو 2.6 مليون شخص إلى منازلهم في الخرطوم بعد تراجع حدة القتال، غير أنهم وجدوا أحياء مدمرة وبنية تحتية شبه معدومة.

تفاقم الأوضاع في دارفور وكردفان

في إقليمي دارفور وكردفان، وصلت الأوضاع إلى مستويات “حرجة”، حيث يعيش أكثر من 260 ألف مدني في مدينة الفاشر تحت حصار مستمر منذ 16 شهراً، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه وانهيار شبه تام للمرافق الصحية.

وفي كردفان، بقيت مدينتا الدلنج وكادقلي معزولتين لأشهر، بعد تدمير شبكات المياه وانتشار أوبئة مثل الكوليرا والحصبة.

وقالت نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين كيلي كليمنتس: "إن العائلات في مخيمات بورتسودان تحاول البقاء على قيد الحياة دون أي دعم فعلي"، فيما أوضح مسؤول بالمنظمة الدولية للهجرة أن العائدين إلى الخرطوم بلا مأوى ولا ماء ولا رعاية صحية، رغم إصرارهم على إعادة بناء حياتهم.

نقص التمويل يفاقم الكارثة

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، البالغة قيمتها 4.2 مليارات دولار، لم يُموّل منها سوى 25% حتى الآن، ما يهدد استمرارية عمليات الإغاثة.

ودعت المنظمات الأممية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع مناطق السودان، محذّرة من أن غياب التمويل الكافي سيؤدي إلى تفاقم واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم". (İLKHA)